كيف تحمى نفسك عند سرقة لوحات سيارتك؟

لو تعلم أن فقد اللوحات المعدنية يمكن أن يعرضك للكثير من المشكلات والمصائب.. لو تعلم أن اللوحات المعدنية الخاصة بسيارتك يمكن أن تستخدم لارتكاب العديد من قضايا الارهاب أو القتل الخطأ والسرقة.. لو تعلم كل هذا لتوجهت الي أقرب قسم للشرطة لتحرير محضر بمجرد فقد اللوحة أو سرقتها.
نعم.. ربما لا يعبأ بعض سائقي السيارات عند فقدان اللوحات المعدنية، أو حتي سرقتها، معتقدا أن اللوحات التي يمكن أن يضعها بنفسه أو المكتوبة بخط اليد، ستريحه من عناء الذهاب الي قسم الشرطة لتحرير محضر بسرقتها. دون أن يدرك كم المصائب التي يمكن أن يقع فيها من جراء ذلك.
فعلي سبيل المثال لا الحصر أصدرت محكمة جنايات القاهرة منذ أيام حكما بمعاقبة مندوب شرطة بمرور القاهرة بالسجن المشدد 10 سنوات وعزله من وظيفته وتغريمه 500 جنيه، لقيامه بارتكاب جرائم الاختلاس والتزوير في أوراق رسمية. حيث تسلم المتهم بعض اللوحات المعدنية التي تم سحبها من السيارات المخالفة لقانون المرور، واستولي عليها لنفسه وباعها لحسابه الخاص عن طريق التزوير في الدفاتر المعدة لاثبات هذه الأرقام الخاصة باللوحات.


متهم بريء!

ويقول وكيل للنائب العام رفض ذكر اسمه، انه واجه الكثير من القضايا التي كان السبب الرئيسي فيها سرقة اللوحات المعدنية وعدم الابلاغ عنها، فمنذ وقت قريب باشر التحري في قضية كان المتهم فيها رجل أعمال ثري.. سرقت لوحاته المعدنية، ولم يعبأ بذلك الحادث، علي اعتبار أن ذلك الأمر كثيرا ما يحدث، مثله مثل سرقة بعض شرائط الكاسيت أو سرقة الاطارات وغيرها، ولكنه فوجيء بعد أسابيع مضت علي السرقة بأنه مطالب للمثول أمام القضاء بتهمة القتل الخطأ! حيث وضع السارق اللوحات المعدنية الخاصة برجل الأعمال علي سيارته وعاث في شوارع القاهرة والاسكندرية الي أن قتل أحد الصبية بمنطقة الشاطبي نتيجة لتهوره وسرعته الجنونية، وبعد التحريات اكتشف وكيل النيابة أن رجل الأعمال لا ذنب له في كل ذلك سوي عدم ابلاغه عن الحادث فور وقوعه..


الإهمال هو السبب

وهكذا فإن سرقة اللوحات المعدنية يمكن أن تكون السبب الرئيسي في مشكلات لا حصر لها، وهذا أيضا ما أكده العقيد جمعة توفيق، رئيس مباحث قطاع سرقة السيارات، الذي أبدي دهشته من اهمال الكثير من سائقي السيارات قائلا: الاهمال هو السبب الرئيسي في سرقة اللوحات المعدنية، فهي لا تسرق أولا إلا اذا كانت في مكان 'مقطوع' لا يسير فيه أحد ولا توجد به أية وسيلة للأمن والحراسة، ثم إن هذا السائق لا يعبأ ثانيا بسرقة سيارته، ولا يتوجه الي قسم الشرطة لتحرير محضر بذلك.


محضر.. ومذكرة فقد

ويمضي العقيد جمعة توفيق، رئيس مباحث سرقة السيارات بمديرية أمن الجيزة، في حديثه مؤكدا أن الأمر كله لا يستغرق سوي نصف الساعة علي الأكثر للابلاغ عن حادث السرقة، حيث يذهب السائق للابلاغ في أقرب قسم للشرطة التابع لمكان السرقة، ليتم تحرير محضر بذلك، ثم يتوجه الي ادارة المرور التابعة لها اللوحة المعدنية نفسها، ليقوم بإخطار الادارة ويتم تحرير مذكرة فقد بدفتر حصر المذكرات، وعلي ضوء ذلك يحصل علي خطاب يستبدل بمقتضاه لوحاته المفقودة بأخري دون دفع أية غرامة أو أي شيء من هذا القبيل.. أما جهة المرور نفسها فتعتبر تلك اللوحات مفقودة، ويتم النشر عنها في كل نقاط الشرطة ونقاط المرور والأكمنة حتي تضبطها المباحث ضمانا لعدم وقوع أية جرائم بسببها.. حيث يضعها المجرمون والنصابون علي سياراتهم المخالفة المبلغ عنها، أو السيارات المتهربة من دفع الرسوم الجمركية التي تخرج من الميناء دون دفع أية رسوم، حيث تحصل علي لوحات معدنية وأرقام شاسيهات للسيارات التي تهشمت في حوادث الطرق ثم تضعها وتخرج من الميناء وكأنها السيارة التي وقعت لها الحادث، وبذلك لا يدفع السائق جنيها واحدا كضريبة علي سيارته، كذلك يضعها المجرمون علي السيارات المطلوب ضبطها في قضايا السرقة والقتل الخطأ وغيرها، أو السيارات المطلوب ضبطها لتهربها من دفع أقساط البنوك أو الشركات.


ليست اللوحات فقط!

ويوضح الرائد عمرو الحمزاوي وكيل ادارة الطرق والمنافذ بمديرية أمن الجيزة أن عملية سرقة اللوحات سهلة للغاية.. فنحن كضباط مرور لا يمكننا متابعة كل السيارات والتأمين عليها، لذا فمن الضروري أن يساعدنا المواطن في مباشرة أعمالنا للحفاظ علي سلامته من خلال الابلاغ عن أي حادث يتعرض له مثل سرقة اللوحات المعدنية أو سرقة أجزاء من السيارة، ليس ضمانا لأمنه فقط، وإنما لضمان تحقيق الأمن للمجتمع ككل، فالبلاغات المتعددة تعطينا مؤشرات علي مكان تواجد المجرم وتحركاته وكيفية قيامه بالسرقة، ومن ثم نستطيع التعرف عليه والامساك به في أقل وقت ممكن.
ويضيف عمرو الحمزاوي: نحن الآن نعيش في عصر 'المجرم الوسيم' الذي يرتدي أفخم الثياب ويقود السيارات الفارهة.. لذا ففرص تفريقنا بين المذنب والبريء صارت أكثر صعوبة.. ولهذا ينبغي علي المواطن ألا يستاء من تفتيش السيارة مثلا أو من أي اجراء نتخذه في سبيل تحقيق الأمن له.
ويشير عمرو الحمزاوي الي أن فقدان لوحة واحدة فقط لا يستدعي من صاحب السيارة سوي تحرير محضر والتوجه لنقطة المرور حتي تستخرج له لوحة أخري تحمل نفس الأرقام.


عجز المرور

فيما يؤكد العقيد أحمد هاشم أن ادارة المرور صارت تصرف للمركبات لوحات مدموغة، وهي اللوحات الرسمية التي تدمغ عليها البيانات الخاصة الصادرة من جهة المرور، وكذلك اللوحات المحلية، وهي اللوحات غير المدموغة التي تكتب بخط اليد في نقاط المرور، وتستخدم حين تعجز الادارة عن سد حاجة المواطنين في استخراج لوحات معدنية، وهذا الأمر صار يصعب علينا فرصة معرفة السيارة التي تسير بلوحات مدموغة ومصرح بها من قبل ادارة المرور، وتلك التي تم تزويرها من قبل محترفين في هذا المجال، لذا فمن الضروري ابلاغنا بأية مشكلة يتعرض لها المواطن مثل سرقة اللوحات المعدنية، لأن ذلك يوفر علينا الكثير.
ويذكر أحمد هاشم أن سرقة اللوحات المعدنية لا يقتصر علي مصر وحسب، وإنما يوجد في جميع البلدان العربية والأوروبية، والدليل علي ذلك أن معظم السيارات الملغومة التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية تحصل علي لوحات معدنية مزورة حتي لا تستطيع القوات الاسرائيلية تحديد ماهيتها، وكذا الأمر في العراق، الأمر الذي يذكرنا بحوادث الارهاب التي مرت بها مصر منذ سنوات، والتي استخدم فيها المجرمون سيارات تحمل لوحات معدنية مسروقة، مما أدي الي الوقوع في كثير من المشكلات والملابسات مع من سرقت لوحاتهم