منحة القاضى عضو برونزى
عدد المساهمات : 1457 النقاط : 3417 تاريخ التسجيل : 26/05/2009 الاقامة : جدة العمل : مدرسة لغة انجليزية المزاج : لا اله الا الله محمد رسول الله اضف تعليق : مايلفظ من قول الالديه رقيب عتيد
| موضوع: مع المسلمين في جمهورية غويانا الأربعاء ديسمبر 16, 2009 1:34 pm | |
| مع المسلمين في جمهورية غويانا
بعد أن أصبحت الأسفار جزءاً من حياتنا.. وصرنا نبحث عن الصحبة الطيبة لارتياد أقرب المناطق وأبعدها.. نتعرف على المزيد من بلاد الله..ونزور المسلمين إخواننا في الله.. نكتسب معرفة ونؤسس عملاً.. ونربط أسبابنا بأسباب المسلمين.. نتابعهم ونتعاون معهم ونستشعر مسؤولياتنا تجاههم.. فديننا الحنيف يحث على التسفار، ولقاء المسلمين، والدعوة إلى الإسلام.د من بلاد الله..ونزور المسلمين إخواننا في الله.. نكتسب معرفة..
كنت احتاج إلى صديق قريب.. للصحبة معاً في زيارتنا إلى غويانا.. فالمسافة طويلة تحتاج أن نركب الطائرة إلى لندن حيث نقضي ليلتنا.. ثم نسافر إلى جزيرة "بربادوس" إحدى جزر البحر الكاريبي.. ننزل في مطار عاصمتها "بريدج تاون" والمسافة قرابة سبعة آلاف كيلو متر تحتاج إلى حوالي 8 ساعات طيران.. وبعد مكث عدة ساعات في المطار نتابع طريقنا إلى جويانا.. ننزل في مطار عاصمتها "جورج تاون" والطيران لمدة 15 ساعة أمرٌ مرهق لا يقلل من صعوبته ومشقته إلا صحبة كريمة مثل صحبة أخينا أشرف، يطوف بك الآفاق في أمور العلم والثقافة ... وإذا اضطر للنوم.. اضطررت بدوري للقراءة.
في جزيرة باربادوس
في رحلتي هذه سجلت بعض الملاحظات للفائدة.. .. في جزيرة باربادوس.. الجزيرة الصغيرة التي احتلها البرتغال عام 1536 ثم البريطانيون سنة 1627.. واستقدموا للجزيرة بعض الناس عبيداً من أفريقيا والهند لاستخدامهم في زراعة قصب السكر.. وعندما حصلت الجزيرة على استقلالها سنة 1966.. لم يتغير شيء.. فمازالت الجزيرة وسكانها جميعاً يخدمون المصالح البريطانية..
في جورج تاون
نزلنا في جورج تاون عاصمة غويانا.. وعملنا إجراءات الفيزا.. وكان بانتظارنا الأخ حسيب يوسف وبعض إخوانه الذين استقبلونا أحسن استقبال.. عجيب أمر هذا الدين فعندما يتقابل أبناؤه.. يشعرون كأنهم إخوة أبناء أب وأم.. لا يحسبون لبعد الآلاف من الكيلو مترات أي حساب.. كنا مرهقين نريد أن نستلقي على أقرب فراش في أقرب فندق.. ولكنهم أبوا.. فأصول الضيافة عندهم أن ننزل اليوم الأول في ضيافتهم، نزلنا على رغبتهم فأكرمونا غاية الإكرام.
لقاؤنا الأول: كان مع جمع من المصلين في مسجد الجمعية الإسلامية GIT. فقد ألقيت حديثاً قبل خطبة يوم الجمعة تحدثت فيه عن بعض أحداث سيرة النبي صلى الله عليه و سلم.. وكيف كدّ وتعب في سبيل نشر دعوته، وتحمل كل المعاملة السيئة من قريش وقبائل العرب.. كان يسابق الزمن ويبذل الجهد من أجل انتصار الإسلام.. والفرصة اليوم قائمة أمام إخواننا في غويانا أن يفعلوا كما فعل نبيهم.. وإن هم فعلوا فسينتصرون كما انتصر نبيهم صلى الله عليه وسلم .
وفي اللقاء الثاني: التقينا مع مجلس شورى الجمعية الإسلامية.. تعرفنا على البلد وتاريخ الإسلام فيه.. وأحوال المسلمين اليوم الذين يزيد عددهم عن مائتي ألف مسلم (20% من عدد السكان).. حدثونا عن الأخ أحمد أحواس الذي جاء إلى بلادهم ممثلاً رسمياً لبلاده.. وساعدهم في العديد من مشاريعهم الإسلامية.. وهذا النشاط الدؤوب الذي يلاحظ اليوم هو حسنة من حسنات هذا الداعية المسلم. ونبينا صلى الله عليه و سلم يطمئننا أنه من عمل حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
وفي اليوم الثاني: كنا على موعد مع بعض إخواننا.. لنسافر عن طريق زورق بخاري إلى مكان قريب.. ساعة في البحيرة.. وساعة أخرى في السيارة حتى وصلنا إلى مكان رائع.. بحيرة عذبة المياه، وغابات لا تنتهي، ومنزل ريفي جميل، وقاعة محاضرات لطيفة.. ومطعم يجمع بين أطياف الجمال.. خضرة الغابات.. وعذوبة الماء.. وحب في الله لا حدود له، بين الحاضرين.
في هذا المكان مكثنا ليلة واحدة ونهارين.. ناقشنا فيها أوضاع العمل الطلابي في أمريكا الشمالية (أمريكا وكندا) وأمريكا الجنوبية.. كانت التقارير متفائلة، وكان هناك توثب عازم على الاستمرار والتوسع..
ولقاء آخر: إلى جانب البحيرة مع مسؤولي العمل الطلابي في جويانا.. وبعد الظهر عدنا من حيث جئنا زوارق بخارية ومياه عذبة وغابات ممتدة.
عرجنا على أكثر من مدرسة إٍسلامية التقينا بطلبتها وتحدثنا معهم وأشعرناهم بمسؤولية المسلم عن الإسلام.. وهكذا قضينا الليلة الرابعة في أحد الفنادق في طريق العودة.. في صلاة العشاء التقينا مع المصلين في أحد المساجد وتبادلنا معهم الحديث عن العمل الإسلامي في العالم.. وفي فجر اليوم الخامس التقينا مع الشباب في أحد المساجد.. وبعد العودة.. وجدنا أنفسنا في فندقنا على المحيط الأطلسي.. فتذاكرنا طويلاً عن عظمة الإسلام وعظمة الفاتح عقبة بن نافع الذي وجه فرسه إلى هذا المحيط يريد أن يقتحمه لو علم أن وراءه بلاداً يفتحها.
أما غويانا:
فهي إحدى بلدان أمريكا الجنوبية، كانت تسمى جويانا البريطانية قبل استقلالها وهي واحدة من بلدان ثلاثة كان يطلق على كل منها اسم جويانا ومنها "جويانا الهولندية" التي أصبح اسمها "سورينام" و"جيانا الفرنسية" وأبقت على اسمها السابق.
تبلغ مساحة جويانا 215 ألف كيلو متراً مربعاً، وسكانها في حدود المليون نسمة وعاصمتها جورج تون.
وصل إليها الأسبان سنة 1499م، واحتلها الهولنديون سنة 1620م، ثم خضعت لاحتلال بريطانيا سنة 1874م، وحصلت على استقلالها سنة 1970م، وظلت عضواً في الكومنولث البريطاني.
الموقع والسكان :
تطل غويانا على الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا الجنوبية المشرف على المحيط الأطلنطي، وتحدها جمهورية فنزويلا من الغرب، وسورينام من الشرق، والبرازيل من الجنوب.
يتكون سكان غويانا من الهنود والباكستانيين وهؤلاء يشكلون أكثر من نصف السكان حوالي 55%، ويشكل الأفريقيون ثلث السكان، وهناك أكثر من ثلاثين ألفاً من الهنود الأمريكيين، وهم البقية الباقية من سكان البلاد الأصليين وحوالي 2000 من الأوروبيين، ويوجد حوالي عشرة آلاف من أصل صيني.
وتستعمل اللغتان الإنجليزية والهندية والبعض يستعمل اللغتين الصينية والبرتغالية.
النشاط البشري:
الزراعة والتعدين دعامة اقتصاد غويانا، وتشغل الزراعة (1%) من جملة مساحة الأرض، وأهم الغلات قصب السكر، والأرز، ويزرع الموز، والذرة، وجوز الهند في مساحات محدودة.
وغويانا من أهم الدول المنتجة لخام البوكسيت وإنتاجها السنوي حوالي 3 ملايين طن، ويشغل الألومنيوم المركز الثاني في صادراتها، وبلغ إنتاجها السنوي من الذهب 11000 أوقية، ومن الماس 10200 قيراط، هذا إلى جانب المنجنيز كما يستخرج النحاس، واليورانيوم.
كيف وصل الإسلام إلى غويانا؟ قدمت أول هجرة إسلامية إلى غويانا مع الأفارقة الذين جلبهم الهولنديون أيام احتلالهم لغويانا، ولكن هذه الموجة تلاشت نتيجة المعاملة السيئة والتشتيت الاجتماعي، وعندما خلف البريطانيون الهولنديين في احتلال غويانا، جاءوا بهجرات إجبارية من العمال الهنود والآسيويين، لاستغلالهم في الزراعة، وكان من بينهم الكثير من المسلمين، ولقد حافظوا على عقيدتهم، فأسسوا النواة الأولى للأقلية المسلمة في غويانا، وأخذ عدد المسلمين يتزايد حتى أصبحوا في حدود 20% (أي حوالي 200 ألف نسمة)، وفي البلاد حوالي 200 مسجد، وألحقت بمعظم المساجد فصول لتعليم أبناء المسلمين قواعد الإسلام.
ولقد بدأ المسلمون تأسيس المساجد المتواضعة منذ أن استقر بهم المقام بغويانا واتخذوا المسجد كمقر لاجتماعاتهم شبه السرية خوفاً من بطش السلطات الاستعمارية، وظلت الأقلية المسلمة بجويانا تواجه هذه التحديات حتى سنة 1860م، وذلك عندما اعترفت السلطات الاستعمارية ببعض حقوق الأقلية المسلمة بالبلاد، وكان منها حق الزواج وفق الشريعة الإسلامية.
من أهم الجمعيات الإسلامية حالياً هي GIT وهي جمعية شاملة تتعامل مع الطلبة والطالبات ورجال الأعمال.. ولها صلات ممتازة مع المسلمين في داخل البلاد وخارجها.
ينتشر المسلمون في جورج تاون وضواحيها حيث يعيش حوالي نصف الجالية المسلمة، وكذلك توجد الجالية المسلمة في بلدة "انتربرايز"، كما تنتشر الجالية في عدد كبير من القرى والمدن منها "باريكي"، و"ديمرارا"، و"كوينزتون"، و"بربله" وفئة قليلة من المسلمين تتمتع بدخول مرتفعة.
وكما يقال: أحبب من شئت فإنك مفارقه.. فقد اضطررنا أخيراً لوداع إخواننا الذين أصروا على الحضور إلى المطار ودعناهم ولسان حالنا يقول:
ودعته وبودي لو يودعني صفو الحياة وأني لا أودعه.. ______________ مصطفى محمد الطحان بـــ"تصرف قليل في المقال"
اسلام ويب
| |
|