وتبلغ مساحة البوسنة 51129
كم2 وتمثل البوسنة جغرافياً المناطق الوسطى والشرقية والغربية من البلاد،
أما "هرسك" فهي اسم منطقة حوض نهر "نيريتفا"
ومن الناحية السياسية فالبوسنة والهرسك كانتا في السابق منطقتين
تفصل بينهما سلسلة جبال "إيفان"، ثم اندمجتا على يد ملك البوسنة "بان
كوترومانيتش" (1322م - 1353م) ومنذ ذلك الوقت ظلتا دولة واحدة وإن كثر
الكروات في الهرسك. وبالقرب من مدينة موستار يمكن زيارة منبع نهر
"نيريتفا" ورؤية قلعة حجرية في أعالي الجبال كانت تعود للملك "هرسك"
الذي سميت الأراضي التابعة له باسمه. ينحدر شعب البوسنة والهرسك من
"العرق السلافي" وخلال الحكم العثماني (1463م-1878م) أسلم جزء من
البوسنيين أطلق عليهم اسم البوشناق، وقد أخذوا الكثير من حياة الأتراك
وطبائعهم؛ إذ إن الأتراك هم النافذة الأولى التي أطلوا منها على الإسلام. أهم
المدن سراييفو مدينة "سراييفو" هي عاصمة البوسنة و الهرسـك، أسسها
الغازي "خسرو بك"
و اهتم ببنائها وتعميرها، وكان
شديد التعلق بها لدرجة أنه عندما واتته المنية أوصى بدفنه داخل ساحة
المسجد الذي يحمل اسمه. ويعتبر مسجد الغازي "خسرو بك" (أنشئ
عام1531م) من أكبر وأجمل مساجد البوسنة وإلى جانبه بنيت مدرسة
لتحفيظ القرآن الكريم و(خانقاه) أي مدرسة لدراسة التصوف.
مسجد الغازي "خسرو بك"وقد بلغت حجة وقف المدرسة الدينية سنة 1537م سبعمائة ألف درهم.
موستار مدينة "موستار" من أهم مدن البوسنة، وتنفرد عن غيرها من مدن
العالم بأن لها نسختين طبق الأصل لكل المرافق العامة والخدمات فيها من
مستشفيات وجامعات ومدارس أولية ووسائل نقل عام بل وحتى خدمات
الصرف الصحي!! ،وبالرغم من أن هذا الأمر يبدو مكلفاً للغاية وزائداً عن
الحاجة في كثير من الأوقات إلا أن طبيعة تركيبة المدينة السكانية اقتضت
وجود هاتين النسختين في كل مظاهر حياتها. وقد أظهر آخر إحصاء سكاني
لمدينة "موستار" في عام (1991م) أن المسلمين يشكلون نسبة (34%)
من سكان المدينة بينما يمثل الكروات نسبة (33%) والصرب (17%) والبقية
من العرقيات الأخرى. ويقدر المسئولون الدوليون العدد الإجمالي لسكان
"موستار" بمائة ألف نسمة؛ يمثل الكروات فيها الغالبية، بينما يمثل
المسلمون أكبر أقلية بها.